Kurdistan Regional Government


 

أكراد سوريون اعتقلوا سبعاوي الأخ غير الشقيق لصدام في الحسكة وسلموه إلى العراق

مصادر حكومية عراقية:
بغداد: جون بيرنز
قالت مصادر بالحكومة العراقية ان الاكراد السوريين هم الذين اعتقلوا سبعاوي ابراهيم الحسن التكريتي، الأخ غير الشقيق للرئيس العراقي المخلوع صدام حسين والمتهم بلعب دور قيادي هام في تنظيم وتمويل التمرد ، وسلموه الى الاكراد العراقيين قبل أن تحتجزه قوات الأمن العراقية. ولا يرجح أن يجرؤ الاكراد السوريون الذين تراقبهم السلطات السورية عن كثب على الضلوع في مثل هذه العملية من دون الحصول على ضوء اخضر من دمشق. وأكد المسؤولون السوريون في دمشق تسليم سبعاوي وقالوا إنه كان واحدا من مجموعة من المسؤولين في النظام العراقي السابق والذين تم اعتقالهم في سورية ثم تم تسليمهم إلى السلطات العراقية.ونسبت وكالة «أسوشييتد برس» الى قول مسؤول عراقي رفض الكشف عن هويته إن هناك 30 شخصا ضمن هذه المجموعة التي سلمت للعراق. وحسب نفس المصدر فان سبعاوي الحسن اعتقل في بلدة الحسكة السورية التي تبعد حوالي 40 ميلا عن الحدود مع العراق وحوالي 120 ميلا إلى غرب الموصل المدينة المنهكة بسبب وجود المتمردين فيها. ورحب مسؤولون في «البنتاغون» بتسليم سبعاوي، الذي يأتي في المرتبة الـ 36 في قائمة الـ 55 مسؤولا عراقيا المطلوبين التي أعدتها الحكومة الأميركية بعد سقوط بغداد في أبريل (نيسان) 2003 ، فيما امتدح مسؤول كبير في الخارجية الأميركية ما قامت به سورية، لكنه قال إن سورية بحاجة إلى القيام باعتقالات أخرى والقيام بعمل أكبر لإنهاء الدعم القادم من أراضيها للتمرد العراقي. وأضاف أن أولئك الذين تم اعتقالهم قد تم تشخيصهم أولا من قبل الولايات المتحدة باعتبارهم كانوا يعملون بحرية من سورية ولبنان. وقال المسؤول «إن الفضل يعود للسوريين بالنسبة لهذه الاعتقالات، لكن هناك عددا آخر من الأفراد الذين يستطيع السوريون أن يعثروا عليهم... إنهم لم يخرجوا من المأزق بعد. نحن نريد أن نراهم يقومون بأمور أكثر أهمية. فوجود طائر سنونو لا يعني حلول الربيع».
وخصصت الولايات المتحدة مبلغ مليون دولار لمن يساعد على اعتقال سبعاوي الحسن، وظلت تضغط على الحكومة السورية كي تقوم باعتقاله مع آخرين. وقال بعض القادة العسكريين الميدانيين في العراق إنهم من خلال اعترافات المتمردين الذي وقعوا في أيدي القوات العراقية والقوات المتعددة الجنسية تمكنوا من كشف وجود نمط ثابت يتبعه المتمردون، حيث أنهم يجلبون الدولارات عبر الحدود السورية ـ العراقية مع أشخاص راغبين في العمل مع المتمردين.
ويبدو أن من المرجح أن يؤخذ الحسن مع المعتقلين الآخرين إلى معسكر كروبر القريب من مطار بغداد الدولي، حيث يعتقل هناك صدام حسين وعشرات آخرون من المسؤولين الكبار في حكومته. وقد تتم في نهاية المطاف محاكمته معهم أمام محكمة عراقية خاصة تم تشكيلها لمحاكمة أعضاء من الحكومة السابقة.
وكشف اعتقال الحسن عن أن التمرد هو قضية عائلية بالنسبة لأقارب صدام حسين. وكتذكير لهذه الحقيقة تم وضع اسم ياسر ابن سبعاوي ضمن قائمة المطلوبين من قبل أجهزة الأمن العراقية باعتباره واحدا من المتهمين بالاشتراك بقطع رأس الأميركي نيكولاس بيرغ البالغ من العمر 26 سنة.
ومن المتوقع أن تبدأ المحكمة الخاصة هذا الأسبوع أو الأسبوع المقبل في رسميا بأعمالها، ومن المرجح أن يكون أول الذين ستتم محاكمتهم هو برزان التكريتي الذي احتل محل سبعاوي الحسن منصب نائب رئيس المخابرات بين عامي 1977 و1983. وقال مسؤولون أميركيون إن قضاة التحقيق قد أكملوا تقريبا عملهم وأنهم على وشك طرح التهم للمحكمة. ومن المتوقع أن تكون المحاكمة قصيرة ثم تعقبها فترة تأجيل تستمر مدة 45 يوما.
وتشمل التهم الموجهة ضد برزان التكريتي مسؤوليته عن المذبحة التي وقعت عام 1982 بحق مئات من العرب الشيعة المقيمين في منطقة الدجيل التي تقع شمال بغداد بمسافة 40 ميلا. وقال المسؤولون إن عمليات القتل وقعت بعد محاولة اغتيال فاشلة ضد صدام حسين أثناء تنقله في موكب من السيارات عبر القرية في يوليو (تموز) 1982. وكتبت صحيفة «واشنطن بوست» في عددها الصادر الأحد اول من أمس، أن اثنين من مسؤولي النظام السابق متورطان في المذبحة وهما عبد الله الرويد وابنه مظهر عبد الله الرويد وكلاهما تم اعتقالهما يوم 21 فبراير(شباط) الماضي.
كذلك فإن برزان التكريتي أوجز دفاعه حينما قال في ظهوره القصير أمام المحكمة في يوليو الماضي إنه لم يكن سوى صفر بالنسبة لصدام حسين الذي عين الكثير من أقاربه في المناصب العليا.
وجاءت مبادرة سورية المفاجئة في تسليم سبعاوي إبراهيم الحسن والهاربين الآخرين بعد ضغط مكثف قامت به الولايات المتحدة. فالتوتر بين البلدين تصاعد بشكل حاد بعد تفجير 14 فبراير الذي قتل فيه رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في بيروت ثم تم تصعيده بعد العملية الانتحارية التي جرت في تل أبيب يوم الجمعة الماضي والتي قتل فيها أربعة إسرائيليين. ومنذ سقوط نظام صدام حسين أصرت سورية على أنها لا تعرف أي شيء عن الهاربين العراقيين الموجودين فوق أراضيها أو أن يكون لها أي دور في دعم التمرد داخل العراق.
وظلت الولايات المتحدة ولفترة طويلة تؤكد أن سورية تؤوي مسؤولين عراقيين من النظام المخلوع وأنها سمحت لهم بتمويل وتحريك التمرد في العراق. وبعد الهجمتين اللتين وقعتا في بيروت وتل أبيب، وجهت إدارة الرئيس الاميركي بوش والحكومة الإسرائيلية بأصابع الاتهام صوب سورية ورئيسها بشار الأسد. وبعد اغتيال الحريري أشارت واشنطن إلى وجود 15 ألف جندي سوري داخل لبنان وأن الحريري كان قد طالب بانسحابها.
وقبل إجراء تسليم الهاربين العراقيين قامت سورية بمبادرات توفيقية. ففي الأيام الأخيرة استجابت للمطالب الداعية بإنهاء وجودها العسكري في لبنان والذي مضى عليه 16 سنة، وهذه المطالب كانت مدعومة من قبل فرنسا جنبا إلى جنب مع الولايات المتحدة، حيث قالت إنها ستسحب كل قواتها من منطقة البقاع في لبنان وأنها ستدرس انسحابها الكامل من لبنان.
الى ذلك، رفض قاسم داود وزير الدولة العراقي لشؤون الأمن الوطني أمس، كشف ظروف وملابسات اعتقال سبعاوي او اذا ما كان هناك دور لسورية في عملية الاعتقال. ونسبت اليه وكالة الصحافة الفرنسية قوله في مؤتمر صحافي «في الحقيقة ان الحكومة العراقية أصدرت تصريحا صحافيا يعلن إلقاء القبض على المجرم سبعاوي الذي مارس عمليات التخطيط والإشراف والتنفيذ والإعداد اللوجستي للعديد من العمليات الإرهابية التي وقعت في العراق». واضاف «لقد تم إلقاء القبض عليه في ظروف خاصة نمتنع عن كشفها الآن لكي نلقي القبض على الآخرين الذين يعملون على إدامة الإرهاب داخل العراق». وتابع داود «انا مقدر لكم الشغف الإعلامي الذي دائما ما ينتاب الجميع لمعرفة الحقيقة والخبر، لكني اتمنى ان تقدرون دورنا في العمل على إنجاح مهمتنا في الحفاظ على حياة هذا الشعب».
وكان رئيس جهاز الاستخبارات الداخلي العراقي حسين علي كامل اعلن في وقت سابق من أمس، ان سبعاوي «اعتقل قبل ثلاثة ايام عند الحدود السورية»، موضحا ان سبعاوي كان «يقوم بزيارات دورية بين العراق وسورية». وردا على سؤال حول ما اذا كانت سورية قد لعبت دورا في عملية الاعتقال، قال كامل «لا يهمنا اذا كان السوريون قاموا او لم يقوموا بضغوطات عليه، الشيء المهم هو اننا ألقينا القبض عليه». وقال ان الذي سهل عملية الاعتقال هي عمليات المراقبة المكثفة عند الحدود والمعلومات التي جمعت قبل فترة حول تحركات الاخ غير الشقيق لصدام حسين والتي تم الحصول عليها من قبل «الارهابيين المعتقلين في مدينة الموصل»، الذين قدموا اعترافات كثيرة عبر شاشة التلفزيون الحكومي حول علاقة المخابرات السورية في اعمال العنف في العراق.