Kurdistan Regional Government


 

الزعيم الوطني الكوردستاني جلال الطالباني قائد وفكر وعصر ـ للدكتور خالد يونس خالد

عن مؤسسة دراسات كوردستانية، التي " يترأسها الدكتور خالد يونس مؤلف الكتاب " صدرت الطبعة الثانية من كتابه " الزعيم الوطني الكوردستاني ، جلال الطالباني قائد وفكر وعصر " في أبريل 2006 ، وتجدر الأشارة إلى أن الطبعة الأولى من الكتاب صدرت في كورستان، ويقع الكتاب في مائتا وأربعون صفحة من القطع الكبير .
ويذكر الكاتب في الصفحة الأولى من كتابه، قبل الإهداء ... الغاية الرئيسية من تأليف كتابه هذا بالقول : " لم أكتب هذه الدراسة من منطلق حزبي، فأنا لست متحزباً إنما أكتبها من منطلق إعجابي بالأستاذ مام جلال وبنبوغه وتضحياته ونضالاته، ومراقبتي لأعماله الخالدة باعتباره أحد كبار القادة الكرد الذين أثروا في تاريخ كردستان السياسي " .
وقد أغنانا الدكتور خالد في هذه السطور القليلة عن الاستفسار والغاية من كتابته لهذه الدراسة عن مراحل حياة مام جلال، لاسيما والرجل يحتل موقع الصدارة اليوم كأول رئيس عراقي منتخب بشكل ديمقراطي . بينما جاء إهداء المؤلف للكتاب : " إلى ذكرى أستاذ الكوردايه تي ، الأديب الراحل إبراهيم أحمد ... لا أزال أتذكر كلماتك الحية منذ أن ألتقيت بك في الكونفرانس الدولي الذي نظمته اللجنة البرلمانية السويدية للدفاع عن حقوق الكرد، المنعقد بمدينة ستوكهلم عام 1991، وقد كنت َ شمساً ساطعاً تضفي أجواء الاجتماعات بنور فكر الكوردايتي الذي لا يغيب عن البال " .
وجدير بالذكر بأن الأديب والسياسي الراحل إبراهيم أحمد هو والد السيدة الفاضلة " هيرو خان " حرم الأستاذ مام جلال، والتي رافقته الدرب في السراء والضراء، وفي الجبال، وحياة " البيشمركايه تي " القاسية، أي فترة النظال ضمن صفوف الثورة الكوردية على مدى عشرات السنين .
وقد كتب الأستاذ زهير كاظم عبود " كاتب وقاض ٍ سابق " مقدمة للكتاب في خمسة صفحات أستهلها : " بعيداً عن تمجيد الشخصيات الذي دأب المجتمع العراقي على ممارسته ردحاً طويلاً من الزمن العراقي، حيث صار تمجيد الزعيم والمسؤول أمراً ثابتاً وأستمر العمل به لفترات طويلة لم يوقفها بشكل جزئي إلا سقوط نظام الطاغية في نيسان 2003 " .
ويمضي الأستاذ زهير في المقدمة إلى وصف الحاكم الأول في العراق على مدى العقود الماضية، بأنه بمثابة الحاكم المأله والمعصوم من الأخطاء وبعيداً عن النقد، وفي خلاف ذلك يكون مصير الناقد الناصح للحاكم غياهب السجون .. وكذلك يتذكر لقائه الأول بمام جلال بصحبة الكاتب الفلسطيني الدكتور أحمد أبو مطر، وكل من الأساتذة فرياد راوندوزي رئيس تحرير جريدة الإتحاد، والصحفي المعروف مصطفى صالح كريم، والأستاذ جوهر كرمانج، في منتجع دوكان السياحي في كوردستان قبل أن يحل مام جلال رئيساً لجمهورية العراق، ويذكر بأنه طلب من مام جلال أن يكون الرئيس المستقبلي للعراق :
" أبتسم للطرح وربما أراد أن نغير الموضوع، غير أنني أصررت على طلبي، ولم يعر هذه الأمنية أهمية لأنه قال لي أن الهم العراقي أكبر من أن نفكر بالمناصب " .
يتألف الكتاب من عشرة أقسام مع ملحق يتضمن سيرة " مام جلال " تحت عنوان " السيرة الذاتية للسيد جلال الطالباني رئيس الجمهورية العراقية . وقد حمل القسم الأول من الكتاب عنوان " سنوات مضيئة من النضال " وفيه : " مَنْ هو جلال الطالباني ، سنوات من النضال الكردستاني الوطني الديمقراطي، مام جلال والوحدة الوطنية " ... وتتداخل المواضيع في القسمين الثاني والثالث في تسلسل زمني حول بدايات تأسيس الإتحاد الوطني الكوردستاني بعد مؤامرة " اتفاقية " الجزائر في 6 آذار 1975 ، مسلطاً الضوء على دور مام جلال كـ مجددأ للفكر بتجديد الثورة . وجاء عنوان القسم الرابع " جلال الطالباني والديمقراطية والتعددية السياسية " معبراً عن مراحل الصراع الديمقراطي كحالة صحية في المجتمع الكوردستاني .
كما يمر القسم الرابع المعنون " جلال الطالباني والوحدة الوطنية " على اتفاقية 11 آذار 1970، والإنتخابات الكوردستانية عام 1992، ووحدة الخطاب السياسي الكوردي، مشيراً بقوة إلى بصمات مام جلال فيه .
ويسلط مؤلف الكتاب الضوء بشئ من التفصيل على دور مام جلال بتدويل القضية الكوردية في القسم السادس من الكتاب، ودبلوماسيته وحنكته السياسية، ومشيراً بوضوح إلى دور مام جلال في الحوار الكوردي العربي، والتفاهم الدولي للقضية الكوردية، وقد أشار أيضاً في هذا القسم لدور مام جلال المرن والحاسم في اتفاقية واشنطن في 17 أيلول 1998 ، التي أدت إلى أنهاء الإقتتال الداخلي في كوردستان وفتح صفحة جديدة بين الحزبين. ويستمر الكاتب خالد يونس في عرضه لمختلف مراحل الحياة السياسية لمام جلال في القسم السابع، لا سيما داخل الإتحاد الوطني الكوردستاني، وإصراره على القيادة الجماعية داخل الحزب، والنقد العقلاني وعقلانية التغيير وزعامته ديمقراطياً .
كما يعرج الأستاذ خالد في الفصل الثامن على " جلال الطالباني والأمن القومي الكردستاني " وقد فصلها في الأبواب التالية :
مام جلال الزعيم الكردستاني الوحيد الذي استوعب معادلة الأمن القومي الكردستاني .
التعددية والديمقراطية عامل استقرار للأمن القومي الكردستاني ، القانون والأمن الاجتماعي والحاجيات الروحية والمادية الأساسية للشعب .
تلاؤم القوانين الخاصة للقضية الكردية مع القوانين العامة للنظام الدولي .
الوعي والثقافة عامل أساسي لحماية الأمن القومي الكردستاني .
السياسة الخارجية والقوة العسكرية عاملان أساسيان في إستراتيجية الأمن .
مام جلال نموذج لحماية الأمن القومي الكردستاني في صيانة التجربة الديمقراطية .
ونستشف في هذا القسم من الكتاب على ذهنية مام جلال في التعامل مع التطورات الجارية في العالم، وتمسكه بأسلوب الحوار الديمقراطي لحل القضايا العالقة بين مختلف الفئات والشرائح لا سيما داخل الحزب الواحد .
هذا وقد وصل الكاتب في القسم التاسع من الكتاب إلى مرحلة تسنم مام جلال لرئاسة العراق، وقد حمل عنوان " رئيسنا الكردي العراقي المحبوب مام جلال "
وتطرق فيه إلى ردود أفعال إنتخابه رئيساً للعراق، وكذلك إلى رؤية مام جلال الديمقراطية عن العراق قبل انتخابه رئيساً .. واستراتيجية سيادته لمستقبل العراق بعد انتخابه رئيساً .
أما القسم العاشر من الكتاب دوّن فيه الكاتب كلمة السيد جلال الطالباني كرئيس قائمة التحالف الكردستاني في جلسة إفتتاح الجمعية الوطنية العراقية ، وأول خطاب لسيادته في البرلمان العراقي بعد انتخابه رئيساً للعراق، وقد أفرد الكاتب في نهاية القسم العاشر بعض الصفحات، لكلمة، وباقة ورود جميلة أهداها لمام جلال بوصفه رئيس الجمهورية العراقية، كما دوّن أيضاً رسالة التهنئة التي بعثها له .
ويختتم الدكتور خالد يونس خالد كتابه بـ " ملحق " يسرد فيه السيرة الذاتية للسيد جلال الطالباني رئيس الجمهورية العراقية، نقلاً عن " تنظيم الإتحاد الوطني الكوردستاني " ، كذلك يشير إلى موقفه الإيجابي من القومية العربية الشقيقة ، ونص الكلمة التي ألقاها في ندوة الحوار العربي ـ الكوردي، وبانوراما الزيارات الدبلوماسية لـ مام جلال 1992 ـ 2003 ، ونجد في المحلق أيضاً نص رسالة صدام حسين إلى مام جلال في 2 | 4 | 2005 ، والرسالة الجوابية التي بعثها مام جلال إلى صدام حسين .
بقي أن نشير إلى أن الدكتور خالد يونس خالد ، من مواليد كوردستان العراق . مؤهلاته العلمية ـ دكتوراه فلسفة في الأداب، تخصص الفكر والنقد الأدبي ـ مؤسسة العلوم اللغوية | الدراسات الآفرو آسيوية بجامعة أوبسالا ـ السويد | وكلية الدراسات العربية الإسلامية، لندن ـ بريطانيا .
ماجستير في الفكر السياسي الأوربي ، تخصص التطور الديمقراطي ، جامعة أوبسالا ـ السويد .
بكالوريوس في العلوم السياسية ، كلية القانون والسياسة ، جامعة بغداد ـ العراق .
بكالوريوس علوم اللغة والأداب العربية، مركز العلوم اللغوية بجامعة أوبسالا ـ السويد .
إضافة إلى مجموعة من الشهادات الأكاديمية العليا من مختلف المؤسسات الجامعية السويدية والأوربية .
كما له نشاطات واسعة في مجال الصحافة والتأليف وقد أنتج العديد من الكتب لا يسع المجال لذكرها، وله عشرات الدراسات بمختلف اللغات العربية والكوردية والإنكليزية والسويدية ومئات المقالات المنشورة في مختلف الصحف والمجلات الدورية ومواقع الإنترنيت .

عرض ـ عوني الداوودي ـ السويد