حكومة اقليم كوردستان
THU, 2 MAY 2024 22:23 Erbil, GMT +3




You are viewing Kurdistan Regional Government's 8th cabinet website.
For updated information about Kurdistan Regional Government
visit current cabinet's web portal at GOV.KRD please

ليلى قاسم ورفاقها برهنوا انهم قادرون على التضحية بالروح في سبيل ان تبقى راية الكورد ترفرف في سماء كوردستان

FRI, 13 MAY 2005 17:51 | Altaakhi

شيرين محمد البدري

في الثالث عشر من آيار 1974 قامت السلطات الدكتاتورية البائدة باعدام المناضلة الشهيدة ليلى قاسم ورفاقها جواد مراد وآزاد سليمان ونريمان فؤاد وحسن محمد رشيد لا لشيء الا لكونهم مناضلين كورد يطالبون بحقوق شعبهم المشروعة رافضين الذل والهوان، فكانت الشهيدة ليلى امرأة ارتقت المشنقة وهي تهتف بحياة الكورد وكوردستان وتلعن الانظمة التي تعادي شعبها وتحرمه من التمتع بحقوقه كشعب يمتلك الارادة والرغبة في العيش بكبرياء بعيدا عن الظلم والغبن والاضطهاد.
ليلى هذه الانسانة التي رفضت ورفاقها كل الاغراءات التي كان الجلاوزة يمارسونها معهم للتنازل عن وطنيتهم والانخراط في صفوف الخونة، لكنهم كانوا اقوى من الاغراءات لانهم ارادوا باصرارهم على مبادئهم ان يبرهنوا على انهم قادرون على التضحية بالروح في سبيل ان تبقى راية الكورد ترفرف في سماء كوردستان بشموخ وكبرياء ارادوا ان يثبتوا للعدو بانه لا يستطيع الاستمرار في غيه وعدوانه وكرهه لكل ما هو انساني وعدائه لتطلعات الجماهير الكوردية التواقة للحرية والامن والاستقرار...
واجلالا لهذه الذكرى (التآخي) ارتأت اللقاء بمحبي الشهيدة المناضلة ليلى قاسم ورفاقها ليعبروا عن مشاعرهم وذكرياتهم بهذه المناسبة العزيزة.
*السيد احمد فيلي قال:
الشهادة ارفع الدرجات واسماها وقد اعطى النضال التحرري للشعب الكوردي زخما وطريقا جديداً لمراميها وابعادها ولعل في استشهاد المناضلة ليلى قاسم احد ابعادها حيث تعتبر اول امرأة عراقية تستشهد في ساحة النضال القومي والوطني وقد دخلت سجل الخلود بموقفها المبدئي الثابت ازاء قضية شعبها الكوردي الذي اعطى عبر نضاله الدؤوب الدماء الزكية الغالية من دماء ابنائه البررة رجالا ونساءً وشيوخاً واطفالا من اجل غد وضاء للكورد، لقد جاء عطاؤها الثر في وقت كانت العقوبات لا تطال المرأة بهذا الشكل البربري والوحشي وهي عقوبة الموت لتؤكد عمق عطائها وبالتالي وعيها...
فتحية والف تحية للشهداء الابرار جواد مراد، ازاد سليمان، نريمان فؤاد في طريق الحرية والتحرر وليبقوا احياء في ضمائرنا وذاكرة شعبنا الكوردي.
*وقد سألت السيد شهاب وهو النجل الوحيد للشهيد جواد مراد عما يتذكره عن والده فقال:
*رغم اني كنت في الخامسة من عمري ولكني اتذكر جيدا كيف اعتقلوا والدي مع رفاقه وقد شاهدتهم في التلفزيون ابطالا يتحدثون دون خوف او رهبة لانهم لم يكونوا قد ارتكبوا ذنبا انما حاولت السلطة الدكتاتورية في حينها الصاق تهم باطلة بهم لايصالهم الى المشنقة، وقد حدث ذلك وقبل اعدامهم بيوم واحد كانت هناك مواجهة بينهم وبين عدد من افراد عائلاتهم فكانوا مثالا للصمود والتحدي وقد اخبروا ذويهم بانهم لا يخافون الموت في سبيل الكورد وكوردستان وها انني اسير على النهج نفسه الذي ضحى والدي بروحه في سبيله وهو نهج البارزاني الخالد.
*ويقول السيد هادي جدوع عبدالله عن صديقه الشهيد جواد مراد.
كنت اعيش في بغداد-الباب الشرقي التقيت نهاية الستينيات بأحد الاصدقاء -عباس الصفار والذي كنا نقيم سوية في احدى العمارات وتطورت العلاقة وعرفني على شاب وسيم نشيط دائم التفاؤل والابتسام وَفيُّ وشجاع شهم عند نخوته هو الشهيد جواد مراد وتطورت علاقتنا فكنت عندما اواجه مشكلة يندفع ملبيا مسهما في انجازها وكنا نجلس في مقهى مقابل ساحة التحرير او شارع الخيام او ابو نؤاس بالرغم من انه لا يحب جلوس المقاهي، كان يتابعني بشكل صميم وكنا لا نتكلم عن السياسة وانما عن امور اجتماعية عامة وانني لم اسأله ذات يوم من يكون هل هو كوردي ام انه سياسي رغم انه كان يعرف بأني احمل افكارا سياسية ورؤىً في كثير من القضايا ويدري بشغفي في قراءة الكتب والمجلات.
والصحف، اما هو فلم يكن ميالا لتلك الامور وعندما اتفقت الحكومة مع الحركة الكوردية في كوردستان (الحزب الديمقراطي الكوردستاني) اعلمني بانتمائه للحزب ولم اتابع ذلك معه...
والتقاني ذات يوم في دائرتي بشارع البنوك وكانت ترافقه فتاة هادئة الطباع نحيفة القوام عرفني عليها وكان اسمها (ليلى) وطلب مني مساعدتها في اللغة الانكليزية وكانت تتردد علي من حين لاخر لمساعدتها لانها كانت في الصف الرابع لغة انكليزية على ما اذكر وعرفت انها خطيبته وتعرفت على اخيها (عبدالسلام)
وذات يوم فاجأني الشهيد جواد يعلمني بانه سيصعد الى الجبل مع المقاتلين لان الحكومة والحركة قد اختلفا فقلت له: كيف ستفارق بغداد ولكني اتمنى لك السلامة وذهب...
بعدها جاءني ذات يوم وبات ليلته عندي ولم يشرح لي اسبابا معينة ولكنني علمت انه لا يستطيع المبيت في منطقته.
وفي صباح العيد فوجئت بنبأ في جريدة الجمهورية عن القاء القبض عليه وعلى ليلى... على انهم ارادوا تفجير سينما، واعلم انهم لم يقما باي شيء من هذا ولا حتى محاولة لكنهم كانوا يزورون بغداد التي كانوا يحبونها كثيرا.
وكنت ليلة ذلك اليوم حزينا ممزقا لا اعرف كيف اتصرف ولكني كتبت حينها رثاءً يعبر عن حالتي ومدى علاقتي بهذا الانسان واحتفظت بهذا الرثاء اكثر من ثلاثين سنة وسلمته قبل وقت الى جريدة التآخي واذكر منه.
(انني اذكر ميعادك المتواضع..... اجثو مكبرا يجتاحني الرعب والانفعال ويغرقني الوهم بانك ما تزال تحيا بابتسامتك الدائمة ما تزال تغازلك دقات قلب بألم واعتصار، اهفو الى ذكرك ولا اجد غير ذلك... اعاني من فراقك يا صديقي ويمر على بصري طيف يؤرقني... كنت تحب الانسان دائما كنت تهب بنشاط ورغبة واندفاع تساعد اصدقاءك وتحب الجميع...
(لا تفكر الا بالخير والعمل والسلام والصدق والصراحة).
*ويقول السيد انور محمد البرزنجي في الشهيدة البطلة ليلى قاسم
الامم تفاخر ومنذ الخليقة باعلامها من العلماء والادباء والفنانين والسياسيين (والشهداء) الابطال ونحن امة الكورد المشهورة بالتضحية والفداء والشجاعة نفخر كل الفخر ببطولة مناضلينا وتضحياتهم في سبيل رفعة الوطن (كوردستان الحبيبة) وما البطلة الخالدة (ليلى قاسم) الا نموذجا رائعا للتضحية والفداء ولنا ان نفخر بها وبأمثالها من الابطال والبطلات.
كانت ليلى حين اعدمها النظام البائد المجرم ابنة الـ 22 ربيعا وكانت قد تخرجت لتوها في كلية الاداب/ قسم اللغة الانكليزية في الجامعة المستنصرية وخطبت الى المناضل (جواد مراد) ولكن النظام المجرم اجهض امالها واحلامها المقدسة اذ اعدمها قبل زواجها لتذهب طاهرة الى ربها تشكو الطاغية وزمرته الباغية...
اننا اذ نحيي في هذا اليوم المبارك ذكرى هذه المناضلة ونقف اجلالا لتضحيتها وبطولتها الفذة وباقي الشهداء نطمح من قيادتنا المناضلة تكريمها بجدارية او تمثال رمزا للتضحية والفداء في كوردساتنا الحبيبة لتبقى مفخرة لاجيالنا القادمة وللانسانية التواقة الى الحرية.
رحم الله ليلى قاسم ولها ولرفاقها الابطال الشهداء (شهداء الحرية) المجد والخلود.